١٤.٨.٠٩

التفكير النقدي



أعتقد أن الجميع في الكويت متفقون أن مستوى التعليم في مدارسنا الحكومية متدني ،لكن قلما أجد أي مقال يشير إلى أسباب التدني بتفصيل أو نقد موضوعي ، فغالبا يتم الاكتفاء بإشارات سريعة إلى المناهج ، صعوبة الامتحانات ، طول اليوم الدراسي ، اعتماد التلقين ، ضغط الجدول الدراسي للمدرس .. الخ .. بالنسبة لي لا أظن المناهج التي تغيرت أكثر من مرة سببا رئيسيا في هبوط مخرجات التعليم ، ففي المجمل مستواها معقول ربما مع هفوات هنا أو هناك ، أما الشكوى من طول اليوم الدراسي واعتبارها أحد مشاكل التعليم في الكويت إنما يعكس طبيعتنا الكسولة ورغبتنا في بذل أقل الجهود لنيل أعلى الماّرب ، وهذا سبب باطل .. فأنا أفضل أن يمكث أبنائي في المدرسة إلى الساعة الرابعة عصرا في سبيل تعليم مميز، ربما تكون كل الأسباب الباقية متداخلة ومؤثرة ..

لكن في رأيي المتواضع أن أهم سبب لتدني التعليم هو "طريقة التدريس" .. وهي "أسلوب التلقين" المتبع .. قرأت مقالين لكاتبين (ربما فهد راشد المطيري ولمى العثمان) وقد أشارا إلى ضرورة اعتماد "التفكير النقدي" في طرق التدريس المتبعة في مدارسنا .. لا أذكر الكثير من المقالات في هذا المجال .. لذا أتمنى أن يحظى هذا الموضوع على اهتمام إعلامي من الكتاب المهتمين بالإصلاح للدفع أكثر في هذا الاتجاه ..

رغم أنه من المهم أن يتم تدريس "أصول التفكير النقدي" و "منهجية البحث العلمي" في مادة منفصلة وبمنهج خاص ، لكن الأهم من هذا أن يتم استخدام "النقد العلمي" وهو خلاصة ما سبق ليصبح أسلوب تعليم ، فالتعليم النظري شيء والتطبيق شيء اّخر .. أن يعتاد الإنسان استخدام هذه المنهجية في حياته ضمان لحياة "أعقل" وأفضل من جميع النواحي ..





مسارالتفكير النقدي
يسير التفكير النقدي باختصار شديد بهذا الاتجاه : معلومة - شك - سؤال - تحقيق (برهان وقياس) - نتيجة ، وحتى النتيجة هنا لا تعني نهاية الأمر بل تعني أفضل استنتاج وفق المعطيات الحالية ، أي ربما في وضع اّخر تحتاج هذه المعلومة أن تخوض هذا المسار مرة أخرى لإثبات صحتها ودلالاتها وفق المستجدات ..



النقد يعني التحقيق لا الإدانة
التحقيق في صحة أي معلومة لا يعني التقليل من قيمتها أو صحتها بل العكس تماما .. التحقيق في أي موضوع هو أمر داعم له .. لأن إثبات صحة أي أمر بأسلوب علمي سيجعله مدعوما بما يؤكده ومن ثم يمكن الاعتماد عليه .. ومن ناحية أخرى هذا الأسلوب سيقلل من كمية الأوهام والانحرافات التي تتسرب لعقولنا وسلوكنا .. والأهم من هذا وذاك أنه سيدرب العقل كيف يقود نفسه بنفسه فيصبح قادرا على الاكتشاف والابداع ..


أصول النقد العلمي
لهذا العلم اصوله ، وأول ما يتعلمه الطالب هنا أن هناك نوعين من التفكير ، التفكير "السليم" والتفكير "العقيم" .. اي من الممكن جدا الوصول لنتائج خاطئة متى ما كان أساس النقد خاطىء .. فعند الشك في معلومة معينة ، تكون هناك أسس لصياغة الأسئلة المبنية على هذا الشك ، ثم أسس لجمع البراهين المؤيدة أو الناقضة وأسس لبحثها وقياسها وهكذا .. ومن المهم جدا أن تكون قوانين الاستدلال موافقة للمنطق العام ومن ضمن نطاق علم المستدل عليه ، لا خارجة عنه ..


هل من المعقول إخضاع كل شيء للنقد العقلي ؟
إجابة هذا السؤال ربما تحتاج بحث مختص .. لكن في رأيي البسيط فإن الأمور التي تؤثر في حياتنا مباشرة يجب أن تخضع لمثل هذا النقد لضمان جودة حياتنا وسلامة مسارها على الأقل .. وفي مجال التعليم أعتقد أن استخدام هذه المنهجية النقدية في التدريس سيعمل على إثراء قاعة الدرس وزيادة التفاعل بين المعلم والطلبة ، ومن ثم تحسين المخرجات ، بتدريب العقول على امتلاك هذه المهارة ..


هل للعقل حدود ؟
العقل جهاز غامض له قدرات عظيمة ، يقول العلماء أننا مع كل ما توصلنا إليه إلا أننا ما زلنا لا نستخدم أكثر من 4% من قدرات عقولنا .. أي أننا ما زلنا في طور اكتشاف ما للعقل من قدرات وهذا أمر مذهل .. ثم قوانين الطبيعة التي يتوصل لها العقل يكون اثباتها عن طريق البراهين وعن طريق صمودها في وجه النقض .. لذا هي قابلة للتعديل متى ما ثبت قصورها أو ظهرت براهين جديدة .. و المعرفة العلمية التي يتوصل لها العقل هي خبرات متراكمة من اكتشافات العقل البشري لم ولن تصل لنقطة الاكتفاء يوما ما ولكنها في ازدياد وتطور مع مرور الزمن .. وما لا نستطيع اثباته بالدلالات العلمية حاليا لا يعني خطأه أو نفيه بل يظل افتراضا إلا إن تم نقضه نقضا علميا صريحا ، الفرق فقط أننا لا يجوز أن نبني تشريعا حاكما على افتراض لم يثبت بعد .. " ليس اعتناق فكرة ما هو الذي يسبب المشكلات – بل هو رفض إرخاء ذلك الاعتناق عندما يفرض المنطق السليم أن نفعل ذلك . يكفي أن نصوغ القناعات بحرص وأن نحملها بسهولة ومرونة ، وأن نكون مستعدين لإعادة التفكير بها عندما يستدعيها دليل جديد إلى السؤال."(1).. لذا جوابي على السؤال السابق أن القول بأن للعقل حدودا هو قول غير دقيق والأدق أننا لم نكتشف بعد حدود العقل حتى نستطيع الإجابة .. والعلم أو المعرفة الذي هو نتاج العقل يرتبط بعلاقة طردية مع تطور قدرات العقل ..



الخوف من العقل
أعتقد أن السبب الرئيسي في التخوف من استخدام العقل وعلومه هو عرض "المقدس" و "المسلمات" على طاولة النقد .. وهنا لنا وقفة .. فمساحة المقدس والمسلمات عندنا كبيرة جدا لدرحة مخيفة ومعيقة لأي تقدم ممكن .. هل تعلمون أن أغلب ما يفترض أن يكون مقدس هو عبارة عن تنظير بشري أو رواية بشرية أي لا تحمل القداسة في أي جانب .. فنقد هذه الأمور ليس عبثا على الإطلاق بل إن نقدها و تنقيحها يصب في صالح المقدسات نفسها وذلك للحفاظ عليها من أي أوهام ممكن أن تشوبها وتأخذ صفة القداسة خطأ ومن ثم تورث على هذا الأساس .. وقد استخدم كثير من علماء الدين الأوائل منهج التنقيح والتحقيق هذا بصورة أو بأخرى ، هل يعني هذا أن نقف حيث توقفوا أو أن نكمل؟ وهل ما صلح تحقيقه وفق علوم عصرهم كافي لنا أم أننا أصبحنا أكثر علما ومعرفة ويجب علينا أن نعيد التحقيق متى ما استجدت أمور ونكمل المسير في هذا الاتجاه ..




الوجود الإلهي .. والعقل
ربما أكثر الأمور قداسة والتي ترهب الرافضين لهذا المنهج من مجرد الخوض فيها .. هي إثبات "وجود الله" علميا .. بما أنني انسانة مؤمنة جدا وأحترم عقلي بنفس الوقت ، لا يرهبني هذا الموضوع أبدا .. بل دوما ما حكمت قناعاتي على أساسين ..

أولا - بإمكان العقل الاستدلال على ضرورة وجود إله واحد لهذا الكون لكن الغير ممكن - على الأقل حاليا- أن يثبت وجوده علميا .. ومن الخطأ العلمي افتراض عدم وجود الله لعدم القدرة على الإثبات فقط -كما أسلفت سابقا فعدم قدرة العلم على الإثبات لا يبطل الفرضية- .. لكن الاستدلال المنهجي المبني على اسس صحيحة يقود إلى الاعتراف بوجوده سبحانه وتعالى منطقيا و عقليا ..

ثانيا - الإثبات العلمي لوجود الله الحق غير مطلوب أساسا ، لإن كل قوانين الطبيعة التي نستخدمها للإثبات تعتمد على معطيات المكان والزمان والمادة ، وعندما نتكلم عن الإله الأعظم فنحن نتكلم عن خالق المكان والزمان و المادة و من غير العقلاني أن يكون خالق المكان والزمان والمادة خاضعا لقوانينهم بل هو تعالى خارج نطاقهم أصلا .. بالنسبة لي هنا ينتهي الأمر الذي يرهبونه ..

ومن زاوية أخرى فإن رفض استخدام العقل في هذه الأمور بالذات لم يمنع ظهور الإلحاد في مجتمعنا الصغير ولا غيره من الظواهر التي يحاربونها .. لذا ربما يكون من الأفضل أن يقبلوا على استخدام "العقل" و "علومه" لإثبات إيمانياتهم ، حتى تتوافق الروحانية مع العقل لا تتقاتل معه .. كنتيجة أرى أن "النقد العلمي" خادما للكل و حلا أفضل من الرهاب والإرهاب الذين ندور في فلكيهما .. و مادام أعظم الأمور قداسة لا يقف عائقا أمام هذه المنهجية فلا سبب اّخر يجب أن يحول دون استخدامها ..





استشهاد تاريخي


النهضة العلمية الإسلامية
في تاريخنا الإسلامي نفخر بالنهضة العلمية التي عاشها المسلمون في يوم من الأيام ، وأننا كنا رواد النهضة ونقلناها لأوروبا من بعد ، هذا الكلام صحيح جدا لكن إلى هنا الصورة غير مكتملة أبدا ! .. التاريخ الذي يجب أن نعرفه فيما يخص النهضة العلمية في الدولة الإسلامية أنها نشطت في أيام الدولة العباسية وبعد ازدهار حركة الترجمة من علوم الأمم الأخرى ، أي أن رواد النهضة بنوا جهودهم المميزة على ما أتى به السابقون من الحضارات الأخرى وهذه الحقيقة تعني أن النهضة العلمية التي تعيشها البشرية إنما هي نتاج الفكر البشري أجمع ولا يحتكرها جنس معين ، أما الأمر الاّخر المهم أن رواد النهضة العلمية اّنذاك ما كانوا ليحققوا انجازاتهم لولا مساحة الحرية الفكرية التي أتيحت لهم وربما يعود الفضل في ذلك إلى اتفاق السلطة العباسية مع الفكر المعتزل -على الأقل في بداياتها- والذين لا يرهبون استخدام العقل حتى في أكثر الأمور غيبية فما بالك في أمور العلوم الطبيعية .. هذه الحرية التي توافرت لهم كانت سببا في النهضة العلمية اّنذاك .. خذ هذه الأسماء لأشهر رواد هذه النهضة ..



مجالاته - الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب
تأثر بـ - سقراط ، جالينوس ، أرسطو


مجالاته - الرياضيات و الفلسفة و الطب و الفيزياء و العلوم و الفلك
تأثر بـ - أرسطو ، واصل ابن عطا ، محمد عليه الصلاة والسلام ، أفلاطون، بطليموس ، جابر بن حيان ،, المعتزلة

مجالاته - الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة
تأثر بـ - أرسطو ، أفلاطون ، الفارابي ، ابن سينا ، ابن طفيل


ماذا يجمع كل الأسماء السابقة ؟
ما يجمعهم هو تأثرهم الواضح بالمدرسة اليونانية العقلانية التي تعتمد على البرهان والمنطق في الاستدلال والتفسير .. لذا فالتفاخر بإنجازات الدولة الإسلامية مع غض النظر أو رفض الأخذ بمسببات هذه النهضة هو قمة اللاعقل والمكابرة الظالمة .. فما زال بعض الكتاب الإسلاميين يطالبون بإلغاء الفلسفة من المناهج بحجة خطرها على الدين ، ويرفضون علم المنطق باعتباره ضربا من ضروب الكلام الذي لا فائدة من ورائه .. نحن في أمس الحاجة لمثل هذا المنهج العلمي للتفكير في التعليم ، و في حياتنا اليومية .. إليكم بعض الدلائل البسيطة جدا لافتقارنا هذه المهارة وتأثيرها على حياتنا اليومية ..
  • غياب الانجاز والابداع كظاهرة
  • اتخاذ المواقف على أساس عاطفي انفعالي كما في خلافاتنا العرقية والمذهبية بل حتى في خلافاتنا العائلية
  • الادلاء باّراء قاطعة بناء على معطيات اّنية كما في السياسة
  • إطلاق الأحكام التعميمية المطلقة على شرائح كاملة أو نظام كامل انطلاقا من تجربة شخصية
  • إدانة أشخاص ومحاربتهم اعتمادا على إشاعات متناقلة بدون أي دليل
  • انتشار ظواهر الشعوذة والدجل وانسياق الناس خلفها
  • الإيمان بكثير من الأوهام مثل هوس الأحلام والعين والجن
هذا على سبيل المثال لا الحصر .. أود أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو أن لدينا الكثير جدا من النماذج المشرفة في بلدنا لكن نطمع بأكثر ونعول كثيرا على الأجيال القادمة ، لذا فإن الإشارة لمثل هذه المشاكل ليس كفرا بالواقع بقدر ما هو رغبة في تحسين الوضع أكثربالتخلص من السلبيات القائمة ، وتهيئة المناخ لمن بعدنا ..



موقف "ظريف"
إحدى صديقاتي معلمة ، تدرس مادة عقيدة في دار القراّن .. في إحدى المرات كانت تشرح للطالبات عن معنى اليقين ، فاستشهدت بقصة قديمة متداولة لرجل مسلم ذهب لتسلق جبل وحيدا ، فأظلم عليه الوقت ولم يصل للقمة فتعثر وبينما هو يسقط تمسك بصخرة بارزة كانت في طريقه أثناء الهبوط ، وبسبب الظلام لم يستطع أن يتحرك وظل معلقا وازداد الجو برودة وهو في وضع خطير ، فأتاه صوت يطلب منه أن يترك الصخرة والله سيحفظه فرفض الامتثال خوفا ، و كرر هذا الصوت الطلب لكنه أصر على رفضه خوفا من الموت .. ولما أتى الصباح وجده الناس ميتا على وضعه ، معلقا ومتجمدا من شدة البرودة ، بينما لم يكن بينه وبين الأرض إلا أمتارا قليلة جدا !!! قصة مؤثرة وتشرح معنى اليقين .. لما انتهت صديقتي من الشرح لطالباتها بادرن بالترديد "سبحان الله" وعلامات التأثر بادية عليهن ، إلا طالبة واحدة ظلت تفكر فسألت بلهجتها المصرية "هو مش كان لوحده ومات؟ يبقى من قالكوا القصة!" ... هنا اضطرت صديقتي أن ترى القصة من زاوية أخرى وهي أنها قصة أسطورية وضعت لفائدة معينة وليست حقيقة ... قليلا من النقد قبل التسليم يفيد :-)



العقل نعمة

وشكر هذه النعمة استخدامها

والشك فضيلة لأنه دافع للانتفاع بهذه النعمة



..................................................................
(1) التفكير النقدي في الحياة اليومية - الدكتور تيسير حسون



20 راكبيــــــن الجيــمـــــس:

moodart.net ١٤/٨/٠٩ ١١:٣٨  

صباح الخير

"الإيمان بكثير من الأوهام مثل هوس الأحلام والعين والجن"

هل هذا انكار لوجود الجن او الاصابة بالعين او المس ؟

هو تأُير طاقة لكن آليتها غير مفهومة لغاية الآن
هناك من يسلم بها لانها من الايمان دون معرفة الالية
وهناك من لايسلم بها لان العلم لم يقر بها لغاية الان
وهناك من يسلم بها من الايمان ويعتقد بوجود آلية لها وان لم يفهمها

-----

اما ماقلتي حول التفكير النقدي فإنت دوما تفترضين ان العقل البشري واحد ولا توجد قدرات متفاوته
اعتقد ان المناهج يجب ان تعدل وليس فقط منهج التربية الاسلامية او الفلسفة .. هناك الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة العربية
وهذا مثال مضحك على طريقة الاساتذه في الشرح
http://moodart.net/?p=21
-----
الكثير من النقاط لكني سأختصرها بسؤال
لماذا يطلب الأساتذه في الجامعة اهمال بعض المعطيات والمتغيرات الخارجية كي يتم حل مسألة ما ؟
هل لقصور العلم
ام لقصور العقل
ام لضيق الوقت

غير معرف ١٤/٨/٠٩ ١١:٥٤  

اسيل العوضي ؟؟؟

$:

مـغـاتيــــــــــــر ١٤/٨/٠٩ ١٧:٠٦  

moodart.net
...........

صباح الخير و النوير


--------
نقطة (1)
--------
أنا لا أنكر وجود ما تفضلت كحقيقة لأني ببساطة لا أستطيع أن أنكر وجودهم ، لكني أرفض "الهوس" بهم بصورة غير عقلانية .. وبصفتي "امرأة" فأنا أبخص منك بكمية "الهوس" اللي وصل لها حال النساء فيما يتعلق بهذه الأمور .. أعتقد أنك متفق معي بهذه النقطة .. وإذا مو متفق لازم تتفق :-)


--------
نقطة (2)
--------
بخصوص تفاوت القدرات فيا سيدي العزيز نحن نتفاوت في كل ملكاتنا الجسدية والعقلية لكن هذا لا يعني أننا لسنا مطالبون باكتساب "المهارات الأساسية" للحياة ، سواء جسدية أو عقلية ..
والإنسان أيا ما كان مستوى قدرته العقليه "مادام عاقلا" فإن حاله بامتلاك هذه المهارة العقلية هي بالتأكيد أفضل من حاله بدونها ..

وكما قلت لك من قبل كل القدرات قابلة للتطوير والانتقال من مستوى إلى اّخر متى ماتم تدريبها..
وهذا النوع من المهارات هو جزء مهم من عملية التدريب ..
لكن موضوع أن ننظر لضعف القدرات العقلية ومن ثم نحدد إن كان الإنسان يستحق مثل هذه المهارة أو لا أمر خاطىء لأننا لو سلمنا بصحة هذه الطريقة لما أصبح صحيحا تدريس كل الطلبة في المرحلة ذاتها نفس المنهج ، ولرضينا بمخرجات جاهلة ومتخلفة بحكم أننا لا نستطيع تعليمهم لأن قدراتهم العقلية لا ترقى .. بيصير "هيك" ؟ :-)


--------
نقطة (3)
--------
بما أن تخصصي علمي وعشقي الأول والأخير كان الفيزياء فسأجاوب من باب فهمي ..
القول بأننا نهمل المتغيرات الخارجية في المسائل العلمية على الإطلاق هو قول خاطىء ..
ما يحدث في الواقع أننا في سبيل أن نتعلم قوانين طبيعية معينة نبدأ في البسيط ، متى ما فهمناه انتقلنا للمستوى الأعلى ..
في الفيزياء 101 مثلا نعتمد حل جميع المسائل بافتراض أن مقاومة الهواء والاحتكاك الخارجي "صفر" أي نهملها ، لسببين:
1- للتأكد من فهمناالمعادلة تحت الدراسة لأن وجود مقاومة الهواء أو انعدامها لا تؤثر في صحة هذا الجزء من المعادلة ..
2- لأن احتساب "متغيرات الطبيعة الأخرى" في حل المسالة يقود إلى استخدام جزء أعقد من المعادلات و الذي يتم تدريسه في الفيزياء المتقدمة ..
إذا الموضوع ليس إهمالا ولا قصورا بقدر ما هو تدرج في إيصال المعلومة لطالب ما زال في طور التعلم .. أي "خطوة خطوة"

---------------------------------------

عموما ، أنا رأيي واضح بأن العلم في تطور وأحيانا إلى تعديل ، وأن عقل الإنسان الفردي والجمعي في تطور هو الاّخر ، لذا يجب على الإنسان ألا يوقف عملية التعلم وأن يستمر بالقراءة والاطلاع "والبحث إن احتاج" في كل المجالات أو على الأقل التي تهمه مباشرة ، فهذا سبيل الارتقاء الوحيد ..

تحياتي يا مود اّرت ، لك دور "تحفيزي" حتى مع الاختلاف :-)








 

مـغـاتيــــــــــــر ١٤/٨/٠٩ ١٧:١٢  

غير معرف
........
لوول شكو ألحين أسيل P-:

التفكير النقدي مهارة عقلية مهمة ..
لا اعلم إن كانت أسيل تدرس هذه المادة أو مادة قريبة منها بصراحة ، لكن هذا لا يهم ، المهم الفكرة :-)

moodart.net ١٤/٨/٠٩ ٢٠:١٤  

جميل لكني لا ارى ذالك الكم من الابداع التي تعولين عليه في مخرجات المناهج الغربية المتشبعة بالفلسفة ووطرق التحفيز

لماذا تعولين كثيرا على الفلسفة .. نحتاج عشرة فلاسفة في كل جيل فقط .. نقتل منهم ٥ لانهم تطاولوا على الله
ويبقى خمسة ينظرون لنا ونستفيد منهم

لكننا نحتاج الى مئات النجارين والحدادين
ونحتاج للميكانيكيين والزراعين والخياطين
مادخل الفلسفة والتفكير النقدي في كل هذا !
التفكير النقدي موجود لديهم .. بالقدر الذي يحتاجون اليه في مهامهم

اما رغبتك بذكر دور الفلسفة في بروز علماء مسلمين
هذا لايمنع ان يكون عالما لكنه بنفس الوقت كافر
وهذا يفسر رفض ابن تيمية وغيره لعلم الكلام على الرغم من استفادة المسلمين من الترجمات العلمية الاخرى .. فقد استفاد سيدنا عمر من الصناعين الفرس في جلب اختراعاتهم الى المدينه وكان ينوي جلب الطواحين ايضا
واعتقد انك واعية بما فيه الكفاية كي تقري بأن المسلمين رحبوا بالعلوم المادية والاستفادة منها لكنهم رفضوا المنطق
حسنا
هؤلاء علماء الدين هم من رفض علم الكلام لأسباب كثيره
عليك بتفنيد تلك الاسباب وتفنيد رسائلهم في ذلك
او عليك بالانصياع لآرائهم حول رفض المنطق

عليك بالاطلاع عليها اولا وبمحاولة تفنيدها
عندها سيكون لك العذر في تبني رأي مخالف
من باب اراحه الضمير على الاقل :)

مـغـاتيــــــــــــر ١٥/٨/٠٩ ٠٠:٣٨  

moodart.net
...........
بالله عاد هذا كلام ، الغرب ما حقق شي من اتباعه المنهج العقلاني ؟! :-)
هم ملكوا الدنيا واحنا نعيش "عاله" حاليا على إنجازاتهم ..

تعليقك عن الفلاسفة ضحكني لووول

أفضل جملة كتبتها حضرتك :

"التفكير النقدي موجود لديهم .. بالقدر الذي يحتاجون اليه في مهامهم"

وهذا رد منك عليك وانا أؤيده 100% ، كل إنسان يمارسها بقدر وحسب الحاجة إليها وبعضها فطري لا يحتاج حتى دراسة ، لذا معارضة الفكرة تعتبر ممارسة عبثية بدافع عبثي ..

رفض علماء الدين "لعلم الكلام" ، لا يجعل من هذا العلم خطأ ، فاّرائهم ليست مقدسة .. وليس علي الانصياع إلا لما يقنعني و يريح ضميري ..

فأنا قرأت "تهافت الفلاسفة" و "تهافت التهافت" للغزالي وابن رشد .. و "لم أعشق شخصية تاريخية مثلما عشقت ابن رشد" بسببه ..
الغزالي نفسه ظل يتقلب بين المذاهب بحثا عن الأصلح ولا أعرف في أي مرحلة كتب هذا الكتاب ..
منهجه في هذا الكتاب كان كالتالي حدد بعض المسائل المتداولة في علم الكلام في الأمور الدينية ، ثم ذكر الاّراء المختلفة وأخذ يرد عليها ..
الغريب أنه كان يرد مستخدما أصول علم الكلام ! إذا لم الرفض !
المشكلة لم تكن في العلم نفسه ، وكل شيء بالدنيا سلاح ذو حدين .. عدل لو مو عدل ؟ :-)


وقولك بأنهم قبلوا العلم المادي ورفضوا العقلي ، رأي غريب .. لأن "المادة" هي النتيجة التي ماكان العلماء ليصلوا إليها لولا اتباعهم "طرق تفكير عقلانية" ، كيف يقبلون النتيجة ويرفضون الوسيلة ..


عموما ..
إقامة هذا الحاجز الخطير بين الدين والعلم .. والادعاء بأن علما "مفيدا" للبشرية يسيء للدين ادعاء مسيء للدين نفسه .. لي عودة مع هذا الموضوع .. طول بالك بس :-)

enter-q8 ١٥/٨/٠٩ ٠٣:٠٣  

انا من شفت التعليقات بالبوست السابق و عارف ان هالموضوع علشان التعليقات السابقة
و احساسي ما خاب سيده لقيت
moodart.net
الحمدلله تعليمي على قدي و ما اعرف بهالسوالف

نمووول ١٥/٨/٠٩ ٠٤:٠١  

السلام عليكم ..
بوست جميل ومهم ..
اخالفج بنقطة الوجود الإلهي والعقل
بإمكان عقلك الاستدلال على ضرورة وجود إله لكن عقل غيرك له رأي اخر ..

هل يمكننا ان نعلم الطلاب على التفكير النقدي ثم وضع حدود بين الطالب وبين نقد امور الدين والسياسة ..؟

احب اضيف سبب مهم لتدني المستوى التعليمي وهو كفائة المعلمين والمربين , خاصة في المراحل الاولى ..

بوست جميل ومفيد شكرا ..

غير معرف ١٥/٨/٠٩ ٠٧:٢٢  

ماعتقد ان عدم الاهتمام بالتفكير النقدي
اهو احد اسباب تخلف المخرجات التعليميه


في كثير اسباب بس مالي خلق اكتب :$ :$


عموما

قواج الله على اسلوبج الراقي
بالكتابه

Deema ١٥/٨/٠٩ ٠٨:٠٢  

http://deemaland.blogspot.com/2009/06/blog-post_16.html

أسلوب التعليم متدني في كل مكان..

Icarus ١٥/٨/٠٩ ١٢:٥٥  

لو فعلا تم الأخذ بالتفكير النقدي كليات الشريعة فعالمنا البائس راح تكون بواباتها مشمعة وهذا الي لا يمكن يصير...باختصار غاسل ايدي!

Mohammad Al-Yousifi ١٥/٨/٠٩ ١٣:٢٣  

موضوع ملغوم و داس على عصعصي مع اني مالي شغل بالتعليم

أعتقد شخصيا بأن العلة الأساسية تبدأ من استماتة المسلمين بشكل عام على انكار تاريخهم , فالتاريخ مليء بالامور المثيرة للتفكير و الجدل , و لكن جماعة " كل حاجة تمام يا فندم " و هم موجودين منذ العصور الاولى للاسلام فرضوا على الناس اسلوب لا تجادل و لا تناقش و لا تشكك و ان جاك الشك روح اغتسل و صل ركعتين

طبعا هالثقافة جعلت الناس ترتاب من التفكير و تشعر بأن الشك اثم , و بالطبع هذه الثقافة انتقلت عبر الاجيال الى ان وصلت الينا و نحن نتمرغ بها سعداء مبتسمين

احد الاسرار التي لا يعرفها الكثيرين ان كتاب التلمود اليهودي و الذي يعتبر تفسير للتورة هو كتاب احجيات و الغاز و يحفز ذهن القاريء على التفكير النقدي و العكسي و الشامل و الكامل و ربما يكون هو احد اهم اسباب تفوق اليهود

اهل الكتاب كما يلقبون

الموضوع طويل و عميق و للأسف قلة اللي فعلا يفكرن بعلاجه

شكرا مرة اخرى

moodart.net ١٥/٨/٠٩ ١٦:٥٤  

"هم ملكوا الدنيا واحنا نعيش "عاله" حاليا على إنجازاتهم "

هم = الشركات والهيئات الخاصة التي تتبنى العقول النابغة وتستقطبها من جميع دول العالم .
-------------------------
"
تعليقك عن الفلاسفة ضحكني لووول "

نعم هذا بإقامة حد الردة لكن ربما تطالبين بتعطيله
عليك بمناظرة اهل العقيدة في هذا الامر .
-------------------------
"وهذا رد منك عليك وانا أؤيده 100% ، كل إنسان يمارسها بقدر وحسب الحاجة إليها وبعضها فطري لا يحتاج حتى دراسة ، لذا معارضة الفكرة تعتبر ممارسة عبثية بدافع عبثي"

حسنا نتفق على كلمة " حسب الحاجة " وجعل الفلسفة مادة اختيارية لمن اراد التفلسف والعبث بالكلام .
-------------------------
"عموما ، أنا رأيي واضح بأن العلم في تطور وأحيانا إلى تعديل ، وأن عقل الإنسان الفردي والجمعي في تطور هو الاّخر ، لذا يجب على الإنسان ألا يوقف عملية التعلم وأن يستمر بالقراءة والاطلاع "والبحث إن احتاج" في كل المجالات أو على الأقل التي تهمه مباشرة ، فهذا سبيل الارتقاء الوحيد"

جميل .. لذا علينا بدرء المفاسد التي من الممكن ان تنشأ من الفلسفة خاصة ان كانت سببا في ارتداد الكثيرين عن الاسلام ... اما بتعديل منهج الفلسفة او الغائها والاكتفاء بمعاهد صناعية حرفية تتطلب مهارة يدوية

لكن التغني بالعلم ليكون شماعة لتعطيل حدود الله !
اعتقد انه موضوع يحتاج لوقفه
كي لا يكتشف الانسان بعد مماته انه كان مخطأ

who knows
ربما اكون مخطأ

مـغـاتيــــــــــــر ١٧/٨/٠٩ ١٦:٣٣  

Enter-Q8
........
كلنا تعليمنا على قدنا
واستنتاجك هذا دليل إن منهج تفكيرك نقدي ، فالموضوع "منك وفيك"
إنت بس لا تغشك المصطلحات :-)






نمووول
.....
ما تعتقد إن الموضوع محاصر هنا ؟
يعني إذا ما قدر إنسان أن يستدل بعقله على وجود الله ،
هل يستطيع التلقين إقناعه بهذا الشيء ؟ هل راح يثبت هذا الإنسان أمام محاولات التشكيك مثلا ؟

كفاءة المعلمين و أسلوب التدريس
وجهان لنفس العملة






غير معرف
.......
الله يسلمك
بس أهم شي إن مالك خلق تكتب :-)

مـغـاتيــــــــــــر ١٧/٨/٠٩ ١٦:٥٤  

Deema
.....
ربما ، إذا فلنصلح






Jako
....
يا رااااااااجل
إيه الأحلام الكبيره دي P-:







ma6goog
.......
مو جماعة "كل حاجة تمام يا أفندم"
أنا أسميهم جماعة "الدنيا ربيع ، والجو بديع ، وقفل على كل المواضيع" :-)








moodart.net
...........
حيا الله مود اّرت :-)


حد الردة "مصيبة" ،
بصراحة رغم بحثي و "حوستي"
في هذا الموضوع من زمان
لكن إلى الاّن لا أفهم (ولم أقتنع)
كيف يستدل بحديث يعارض نصوصا
صريحة في القراّن S-:
لذا فهذا الحد شبهة بحد ذاته
أما عن قناعاتي "فأكيد لا يعنيني بالمرة"


"حسب الحاجة" كلمة مطاطة ،
ولا وصاية لأحد على أحد يا بدر
فمن يريد الكفر لن يرده المنع
ومن يسهل التشكيك بعقله فلن
تسعفه الوصاية طول العمر


والتفكير النقدي ليس كفرا بذاته
حتى تتحامل عليه بهذه الطريقة


يستطيع كل صاحب فكر هدام
أن يستخدم الانترنت لنشره ،
فهل يصبح الانترنت حرام مثلا ؟

@@

قلت "who knows"
وأختمها من وحي موضوعك الأخير "God knows"
so make sure u dont play
the role of GOD on earth
;-}

sologa-bologa ٢١/٨/٠٩ ١١:٤٦  

موضوع جميل ومشاكس للعقل
:)

أول شروط التفكير النقدي الموضوعية أي التجرد من كل الأفكار السابقة أو العاطفية.. وهذا صعب بالنسبة لنا
لأننا لن نتقبل النتائج السلبية مع إن المفروض نتقبلها كي نقومها ونحولها إلى إيجابية.

ثانيا التفكير النقدي كان يخضع للعقل فقط لكن الآن يجب أن يخضع للتجربة الواقعية العلمية للوصول إلى نتائج ملموسة... لأن مهما كان العقل مجردا وموضوعيا فإنه لن يكون موضوعيا 100 % لابد من عاطفة أو فكرة سابقة تحرك العقل.
وخير دليل تاريخي قضية كروية الأرض التي رفضتها الكنيسة وبعد ذلك رفضها كثير من فقهاء المسلمين إلى أن ثبتت بالدليل العلمي.

على فكرة فلاسفة الإسلام أغلبهم إن لم يكن جميعهم منبوذين لدى أهل السنة والجماعة

فــــــرنـــــــاس ٢١/٨/٠٩ ٢٠:١١  

مبارك عليك الشهر.

فرناس

Andalusia ٢٧/٨/٠٩ ٠٠:٤٠  

Gracias,

Thanks Maghateer for the wonderful post. I completely agree with you that encouraging “critical thinking” starts from schools. I think that the fastest way to do so is to work with the teachers in encouraging this attitude. No curriculums, no matter who wonderfully written, would convey the message that is Correct, Good, and Healthy to question the information we get and look for answers by itself. Students should feel accepted and safe to criticize.

مـغـاتيــــــــــــر ٢٩/٨/٠٩ ٠٠:٢٥  

sologa-bologa
.............
أهلا فيك :-)

أعلم أن أغلب هؤلاء العلماء منبوذين ، لكني ذكرتهم لأبين أن قمة الحضارة العلمية ما قامت إلا على أيديهم ..

الانفتاح في طلب العلم هو ما اشير إليه



Fernas
......
وانت بخير ، أهلا وسهلا :-)



Andalusia
.........
أهلا وسهلا :-)
كلام قيم ، المشكلة عزيزتي من يزود المعلمين بهذه المهارة

Unknown ١٠/٣/١٥ ١٤:٤٥  


thx

شركه تنظيف