١.٧.٠٩

مدون شخصاني


درج في الاّونة الأخيرة استخدام كلمتي "شخصاني" و "شخصانية" وانتشرا كثيرا على صفحات صحفنا المحلية و مواقعنا الالكترونية من مدونات ومنتديات ، حتى إنك إن أجريت بحث في Google عن كلمة شخصاني ستجد أغلب النتائج من الكويت مصحوبة بكلمة "استجواب" أو "نائب" أو "قبلي" .. لذا بهذه المناسبة "السعيدة" أحب أتكلم عن هذا المفهوم :-)

Objectivity vs Subjectivity


الشخصانية و الموضوعية حالتان تمثلان طرفي نقيض وبينهما طيف من الحالات تمتزجان فيه بنسب متفاوتة ..

Subjectivity أو الشخصانية هي عملية تكوين رأي انطلاقا من مفاهيم شخصية أوأفكار تجري في عقل الشخص وليس في العالم الخارجي .. قد تبنى على تعميم لتجربة ذاتية أو استنباطا مزاجيا ، وقد تكون وهمية وفقط تدورفي فلك عقل الشخص وحده ...

Objectivity أي الموضوعية
تعرف على إنها عملية تكوين الرأي بناء على ملاحظة الظواهر وعرض الوقائع وتحليلها ، في جو مؤمن ضد العواطف الشخصية أو التحيزات ..

لذا يوجد هناك رأي شخصاني ورأي موضوعي ، يعني كل صاحب رأي يمكن تصنيف رأيه على هذا الأساس ، كاتب ، ناقد ، محلل ، مدون ... الخ


"لا تقيسوا الحق بالرجال ولكن قيسوا الرجال بالحق" .. علي بن ابي طالب رضي الله عنه

بين الموضوعية و الشخصانية طريق طويل كما ذكرت ، إن كنت صاحب رأي فحافظ أن تكون على الأقل في منتصفه .. فلا تنغلق في محيط عقلك وبيئتك رافضا كل ما لم تعتاده ، راميا المختلفين عنك بالاتهامات المبنية على زاوية رؤيتك للأشياء .. فلن تعلم مدى قصور نظرك و "شخصانيتك" حتى تخرج من دائرتك المغلقة .. وتذكر أننا مهما حاولنا أن نتجرد ستظل شخصياتنا مؤثرة بتوجهاتنا .. لكن القليل منها لا يضر بل على العكس يعطي نكهة خاصة تميزك وتميز أفكارك واّرائك مالم يشوبها أي تعصب .. يقال أن الاّراء الجمعية لأفراد مجتمع على اختلافها تكون سبيلك لتكوين "رأي موضوعي" عن حضارة هذا المجتمع الفكرية .. فلو كان أغلب أفراد هذا المجتمع غارق في "شخصانيته" تخيل قتامة الصورة الكبرى ! .. في مجتمعنا افتح صفحة المقالات في أي صحيفة محلية ، أو تابع حوارات نواب الأمة ، أو حتى كتابات المدونين لتدرك حجم تأثير "الشخصانية" في اتجاهات الكل ، بل أن بعض من يرمي غيره بهذه التهمة هو نفسه "شخصاني" ، فاّرائهم تنبع من تجاربهم الخاصة ولم يبذلو جهدا في الاصغاء وتحري الحقائق من كل جانب ..

تبقى هناك أمور "يفضل" لو أنها لا تخضع للشخصانية بتاتا وأن تبنى على اّراء موضوعية بحتة ، كــ"القضاء" و"البحث العلمي" و"التأريخ" ... يفضل دوما أن يكون المؤرخ موضوعي بعيد عن إسقاط تجربته الشخصية عند النقل ، حتى ينقل صورة قريبة من الواقع ويترك الحكم للقارىء ، لكن في الحياة الواقعية هل يحدث هذا دوما ؟ ... سأضرب مثلا من تاريخنا وهو مقتل الشيخ محمد الصباح على يد شقيقه الشيخ مبارك الصباح .. الشيخ يوسف بن عيسى ، رمز كبير وعلم من أعلام الكويت نحترمه جميعا وكان له دور عظيم في نهضة التعليم في الكويت ، ثقة من الثقات ولا يحتاج شهادتي في مكانته ... ابحث في كتابه "صفحات من تاريخ الكويت" عن قصة "مقتل الشيخ محمد" ثم ابحث في كتب أخرى كتبها اّخرون كمصطفى أبو حاكمة و ديكسون و صلاح الدين المختار ، ستجدها على النقيض تماما ، كان رأيه في الحادثة مبني على تجربته الشخصية ومحيطه .. لا نستطيع من هنا أن نفترض خطأ روايته أو رواية الاخرين ولكن الاسقاطه الشخصي واضح ، ولا أجده مذنبــا فهو نقل ما اعتقد أنه حقيقة! فعملية التجرد صعبة جدا رغم كونها مطلوبة في هذا المجال .. لذا في مجال العلوم نجد هناك شروطا صارمة للبحث العلمي ولاعتماد نتيجة أي تجربة ، فإسقاط المنظور الشخصي وتأثيرات البيئة المحيطة على نتائج التجارب في المختبرات يؤثر في دقتها ومصداقيتها ..

ومع هذا تبقى الموضوعية المجردة حلما بعيد المنال كالمثالية والكمال مفردتان لا وجود لهما على أرض الواقع ..

لذا دراسات العلوم الفلسفية تتناول الموضوعية والذاتية (الشخصانية) والتفكير النقدي ، وبناء مهارات التعبير الشفوي والكتابي ، وتشجيع الطلاب على البحث عن الافتراضات التي تقوم عليها مختلف المعتقدات ، والنتائج المترتبة على التحيز الفكري، والنظر في التنوع البشري من حيث صلته للموضوع .. كل هذا فقط للمساعدة على تكوين الرأي الصحيح والمعقول في أي موضوع ..



Progress is impossible without change, and those who cannot change their minds cannot change anything.
- George Bernard Shaw
نصيحتي لنفسي ثم لكل من يقرأ .. أن نتحرى الحـقيـقة ، ونتريث قبل إطلاق الأحكام ، و ان لا نتعصب لاّرائنا ..
فـــ"من لا يستطيع أن يغير رأيه لا يستطيع أن يغير أي شيء" - برنارد شو - ...
لا تكونوا "شخصانيين"



قراءة إضافية

صراع اختلاف الاراء

منقول ومترجم من خطاب ديني

مقتطفات مما قاله الخطيب الديني :
"مزيد من التحقيق النقدي قادني الى فكرة أن الصراع لا ينبغي أن يفهم على أنه أداة تقسيم ، بل هو أساسا اتجاه تنموي "
"الاختلاف ، من غير حقد أو كراهية أو هجوم أو حرب (حتى في الكلمات) ، أوسوء فهم ، أو عناد وما إلى ذلك ، أمر أساسي لتحقيق التطور والتنمية .. انها علامة متواضعة لأي شخص من أجل أي يفهم ، وبعد ذلك يستنتج لماذا يرى الامور بطريقة تختلف عن رؤية غيره لها "
" على الرغم من ترابط الموضوعية والشخصانية ، إلا أن الموضوعية تستخدم كمعيار قياس للحد من تجاوزات الشخصانية "
" الانسان يجب عليه دائما أن يبحث عن الحقيقة الموضوعية كمقياس لسلوكه وتوجهاته ، ويتمسك بها حيثما وجدت! "
" على الرغم من أن الحقيقة لا بد أن تكون موضوعية ، مع ذلك ، تجد معناها الموضوعي والتعبيري في كل الحقائق النسبية والشخصانية! ... البشر يجب أن يفهموا أن جيوب الحقائق التي يمتلكها الأفراد ، ينبغي أن تجمع مع بعضها لدعم الحقيقة الموضوعية ... يجب عليهم أيضا أن يدركوا أننا متنوعون على المستوى الفردي والجمعي ، ونفهم الامور بصورة متنوعة "


13 راكبيــــــن الجيــمـــــس:

Q8i ١/٧/٠٩ ٠٤:١٦  

و أخـيرا شفنا موضوع يديد :$



كــلامج رائـع واستشهاداتج أروع

فـعلا الشخصانيه مرض يفتك بالمجتمع و يؤثر حيل على قـول الحقيقه



ومرات كثيره يعمي الناس عن الحق



قــواج الله أختي

سرقالي ١/٧/٠٩ ١٤:٢٢  

عجيب المقال

شقران ١/٧/٠٩ ١٧:١٤  

الغالية مغاتـــيـــــــر

مساء الجاسمين


لقد سبقتيني في التحدث عن موضوع أو مسألة الشخصانية


مشكلتنا أننا نقسش زوايا الشخصانية ونضخمها

مع العلم أن مسألة الشخصانية كبعد سياسي موجودة في أعتى الديمقراطيات

لي عودة للموضوع مرة أخرى


تقبلي مني أجمل التحايا وأرقّها

enter-q8 ١/٧/٠٩ ١٧:٣٠  

ابوك للجنة

http://www.enter-q8.com/kuwaitmoney.jpg


احسن الله عزاكم

جنون الكويت ١/٧/٠٩ ٢٠:٣٩  

شكرا للشرح الوافي لكامة شخصاني ماكنت اعرف المعنى والحين عرفت ..........
قلمج رائع ينبع بحب المعرفه شكرا على البوست الجميل

غير معرف ٢/٧/٠٩ ٠٥:٤٤  

صح لسانك

طرح موضوعي في الوقت المناسب

لا أعلم هل استطيع ان اقول توقيت موضوعي ؟

هل من الموضوعيه اقامه عزي لان هناك راي آخر ؟

Safeed ٢/٧/٠٩ ٠٩:٢٦  

نحن كبشر منطلقنا عاطفة و عقل في الحكم ، قوتان متساويتان .. لذلك يعتبر الحكم الموضوعي هو نتيجة (الصراع المتوازن) بين الاثنين، أما الحكم الشخصاني فهو نتيجة (غلبة) طرف على الآخر بمعاونة (الرغبة الشخصية).
سـفـيـد : كيف نفهم ما يريده الطرف الآخر؟

شكرًا.

مـغـاتيــــــــــــر ٣/٧/٠٩ ٠٢:١٣  

Q8i
...
المهم ان اليديد يعجبك ;-)
وفعلا كثرتها مرض


سرقالي
......
شكرا


شقران
.....
رأيي مثلك أنه يتم تضخيم
بعض الممارسات والاّراء لخدمة
أهداف البعض الشخصية


Enter-Q8
........
ووالدينك :-)


جنون الكويت
...........
حيـــاك اللـــه


غير معرف
........
توقيت متماشي مع الأحداث :-)


سفيد
....
رأيك لا يحتاج تعقيب ، صحيح جدا

أهل شرق ٣/٧/٠٩ ٠٤:٢٤  

توافر الاسباب

تحد من الشخصانية

وتفرض العقلانية
_________________

موضوع شيق وجميل يستحق المتابعة

شكراً

مركبنا ٣/٧/٠٩ ١١:٤٦  

يـــ365ـــوم على اختفاء حسين الفضاله …
ساهم بوضع البنر في مدونتك
http://3.bp.blogspot.com/_xJiMP6a3EM8/Sk0coxUQwFI/AAAAAAAAAhE/7w1Ki9T5DrU/s1600-h/alfodhalah.jpg
وشارك معنا في حملة مدونة نقاط
http://www.nqa6.com/2009/07/blog-post.html

moodart.net ٢٢/٧/٠٩ ٠٢:٥٥  

مقال جميل بل هو اقرب للبحث

هناك رأي صائب وهناك متضرر من هذا الرأي الصائب
الذي بدوره سيطلق لقب شخصاني على صاحب الرأي
عندها يكون قد حول الموضوع الى منحى اخر لتجنب وقوع الضرر بأي وسيله


ان انتقد شيعي شخصا سنيا على خطأ قام به وطالب بعقابه
فهل نعطل العقاب لان طلب العقاب قام على اساس شخصاني ؟

اعتقد ان كلمه شخصاني هي دخول في النوايا والبحث فيها
للتهرب من المشكله الاصل

والاهم من ذلك ان القوانين الوضعيه لا شأن لها بالنيات ولا تحاسب عليها .. لكنها تمردت هذه المره

غير معرف ٢٦/١١/٠٩ ٠٢:٠٥  

[size=72][color=red][url=http://www.go4you.net/go.php?sid=24]ENTER ON SOFTWARE PORTAL[/url][/color][/size]

[size=46][color=red][url=http://www.go4you.net/go.php?sid=24]DOWNLOAD SOFT![/url][/color][/size]

[img]http://www.istockphoto.com/file_thumbview_approve/4762671/2/istockphoto_4762671-software-box.jpg[/img]

[size=46][color=red][url=http://www.go4you.net/go.php?sid=24]OEM SOFTWARE[/url][/color][/size]

[size=72][color=red][url=http://www.go4you.net/go.php?sid=24]DOWNLOAD SOFTWARE[/url][/color][/size]

[size=72][b]Cheap hanilielo software programms on Mac OS[/b][/size]
[size=72][b]Load hanilielo soft programms on Mac OS x[/b][/size]
[size=72][b]Cheap hanilielo software programm [/b][/size]

http://www.google.com/

غير معرف ٢٠/٥/١٣ ٠٢:٣٠  

أبن بطوطة الغالى … مشكور ..مشكور والله ما قصرت .. لك الود والرضا …