القراءة خربت مخي

إن كنت كويتي "قارىء" فلابد أنك سمعت هذه الجملة في يوم من الأيام "القراية خربت مخك" أو "الكتب خربت مخك" ، وإن كنت لم تسمعها بعد فيعني أن دورك لم يحن ...

بالنسبة لي أعتبر هذه الجملة شهادة نجاح ، بما أنه لايوجد مقياس علمي لمدى تأثير القراءة عليك ، فإن هذه الجملة محليا تعتبر شهادة بأنك بدأت تتأثر و أصبحت تفكر خارج الصندوق العام الذي نعيش فيه ، بالتالي فالقراءة خربت مخك حسب مقاييس "المخ" أو "الفكر السائد"

لذا إن قال لك شخص "القراية خربت مخك" يجب أن تفرح :-)

لماذا نقرأ ؟

من غير المفاجىء أن تعلم أن القراءة تزيد من معدل الذكاء ، كلما قرأت أكثر تزداد ذكاءا أكثر ...

في بحث عنوانه "كيف تؤثر القراءة على عقولنا" ، تقول البروفيسور اّن كونينقهام من جامعة كاليفورنيا
أن القراءة - باختصار شديد - تحقق التالي :-


1- تزيد من محصلتك اللغوية أكثر من الدراسة في المدارس والتفاعل اللفظي مع الأشخاص

2- تضخم وبقوة من معلوماتك العامة وتقلل في الجانب الاّخر من احتمالية تأثرك بالمعلومات الخاطئة

3- تحافظ على انعاش الذاكرة وقدراتك التحليلية وتبقيهما مع تقدم العمر

4- تخرب المخ - ملاحظة : هذا السبب من بحث كويتي لم تذكره بروفيسور اّن -

أنا لا أدعي الثقافة أبدا لكني حتما أحاول أن أكون

وبالكم البسيط من قراءاتي المتواضعة أستطيع أن أشبه القراءة كالتالي

تخيل أن الحياة تمثل سماء صافية حالكة السواد

أحمد الذي لا يقرأ إلا قليلا جدا ، لا يبحث عن المعلومة في الكتب إنما ينتظرها أن تأتي إليه عبر الوسائل الأخرى

سيرى الحياة أو السماء السوداء بنجمة واحدة وهي تمثل الحقيقة المطلقة بالنسبة إليه

خالد الذي يقرأ أكثر من أحمد ، سيرى السماء بنجوم أكثر ، أي أن رؤيته للحياة أو الحقيقة أوسع من رؤية أحمد

عبدالله وهو أكثرهم قراءة سيتسع أفقه أكثر ليرى السماء بنجوم أكثر ، أي الحياة برؤية أوسع وأشمل

وهكذا تتسع الصورة أكثر ، لكن لو ابتعدنا عن الصورة قليلا أي عملنا Zoom Out

لاكتشفنا أن كل هذه النجوم ما هي إلا ثقوب في هذا الغشاء الأسود لاظهار الحقيقة الخافية

"ضيق الرؤية" .. "الرأي الأوحد" .. "التعصب للرأي" .. "نبذ الاّخر"

هذه كلها علامات على أن عقل النسان ما زال يلتحف بهذا الغطاء الأسود

ويحتاج ثقوبا أكثر !

أنا أؤمن بأن كل إنسان مطالب بإزاحة هذا الغطاء بنفسه لأنها مسؤوليته

كيف تقرأ كثيرا بدون أن تمل ؟

اعتدت أن أتحمس لأكثر من كتاب في نفس الوقت فلا أعرف بأيهما أبدأ

كذلك وجدت أنني حين أبدأ في كتاب وأنتظر الانتهاء منه لأبدأ في كتاب اّخر أمر لا يناسبني ،

و يبطىء من سرعتي في القراءة ، لذا وجدت حلا خاصا .. سأسرده هنا

حددت الأماكن التي أمضي بها أكثر أوقاتي وهما

المنزل + المكتب

خصصت كتاب لكل منهما بحيث يظل موجودا هناك ، فيكون وقت فراغي في أي منهما هو وقت قرائتي للكتاب الموجود في نفس المكان إلى أن أنتهي منه فأستبدله بكتاب اّخر ..

ماذا عن الأماكن الأخرى التي أزورها و يصدف أن أجد فيها وقت فراغ ؟

بما أن حقيبتي (الـ handbag ) تكون معي في كل هذه الأماكن فهي الأخرى لابد أن تحمل كتابا في داخلها ، ويفضل أن يكون كتاب خفيف الوزن .. تصبح من الممكن قراءة "كتاب الحقيبة" في الأماكن التالية :

كوفي شوب وأنا بانتظار صديقتي

بالسيارة وأنا بانتظار أختي "اللي تزرعني على ما تنزل"

في عيادة الطبيب وأنا بالانتظار

في الاجتماعات العائلية والتي تكون طويلة ولا تتطلب الاجتماع في مكان واحد طوال الوقت

في الصالون عند عمل المانيكير والباديكير وأحيانا حتى عند قص الشعر والسشوار "بس لازم تكون الكوافيره ميانة ولا راح تعصب"

يعني باختصار أي مكان يمكنك أن تجلس فيه فترة من الزمن بلا عمل تؤديه بنفسك

ماذا عن الأوقات الأخرى التي لا تكون فيها "فاضي وقاعد" ولكن ذهنك مستعد ؟

هذه من أمتع أوقاتي لأني أقضيها بالاستماع إلى الكتب بدلا من قرائتها ، وذلك باستخدام رفيقي الـiPod ..

كثير من المواقع تساعدك في تحميل الكتب المسموعة على الـiPod ، وموقعي المفضل بينها هو Audible

أستخدم الــiPod أثناء قيادتي للسيارة أو أثناء التسوق لوحدي ، أو عند ممارستي للرياضة في النادي ، وأحيانا في المنزل إن كنت أقوم بعمل لا يتطلب كثيرا من التفكير والتركيز كترتيب خزانة الملابس مثلا ..

أكثر سؤال أسمعه تعليقا على تعلقي بالـiPod في هذه الأماكن هو "شلون تركزين ؟؟"

جوابي بسيط جدا >> فلو كنت مثلا في نفس هذه الأماكن بصحبة أي شخص هل يمكنك أن تقوم بما تريد وبنفس الوقت تستمع لحديث صاحبك ؟ هل تستطيع مثلا استخدام التلفون أثناء قيادة السيارة ؟ نفس الحال مع الـiPod

ما دام الكتاب الذي تقرأه لا يحتاج منك أن تأتي بقلم وورقة لتتبع الموضوع ، فأنت تستطيع الاستماع له في أي مكان..

بل إن أكثر ما يعجبني في هذا الموضوع هو أن أغلبية الكتب مقروءة بصوت مؤلفها فتشعر وكأنه يخاطبك شخصيا عند الاستماع ، أيضا الروايات تكون ممتعة جدا إن قرأت بصوت شخص له القدرة على تقليد أصوات شخصيات الرواية وتمثيل الانفعالات صوتيا ، ومن المفيد أيضا أنك تستطيع أن تستمع للكتاب الذي يعجبك مرارا بكل سهولة ..

أضف إلى كل ما سبق من طرق وأماكن للقراءة > استخدام "الانترنت" بغرض القراءة ،

أميل كثيرا للبحث عن كل المفاهيم والمعلومات التي أجهلها هنا ولكني أفضل دوما قراءتها من مصادرها ...

وهذا يشمل المواقع الرسمية لجهات معروفة المصدر ، والموسوعات الثقة ،

ومواقع نشر الكتب الالكترونية مثل Scribd

طريقة جديدة للقراءة

هناك جهاز مميز يباع من Amazon يطلق عليه اسم Kindle

موجود منذ فترة وأفكر في شرائه ، فكرته أنك تقوم بتحميل نسخة الكترونية من كل الكتب التي تريدها عليه ثم تقرأها من على شاشته .. مميزاته كالتالي أنه يخزن من 1500 إلى 4500 كتاب ، من الممكن أن يتصل مباشرة بالانترنت لتحميل الكتب بلا أي وسيط ، خفيف جدا ، يمكنك وضع علامة bookmark في المكان الذي تقف فيه من أي كتاب لاستئناف القراءة لاحقا ، يمكنك أيضا إضافة التعليقات في الموضع الذي ترغب ، كما يوجد معجم للبحث عن معاني الكلمات بسهولة ، و يوجد فيه محرك بحث خاص للبحث عن الكلمات في مكتبتك الخاصة على الجهاز ..

باختصار رائــع

وقت الفراغ

الكل يشتكي من ندرة الوقت .. والأرجح أننا لا نفرق بين "وقت الشغل" و "وقت الفراغ" بالمعنى ، لذا نشتكي من قلة الفراغ .. اذا أردت أن تستوعب حجم وقت الفراغ الذي لديك قم بإغلاق التلفاز أثناء وجودك في المنزل وعندها سترى ما أقصد .. ثم احسب كم من الوقت يضيع في حياتك في "الانتظار" انتظار أي شيء : إشارة مرورية ، أصحابك ، طبيب ، برنامجك المفضل ، انجاز معاملة ، ...... الـخ كل هذه أوقات فراغ ممكن جدا استغلالها لتكون منتجة أكثروممتعة بنفس الوقت .. ثم إن وقت الفراغ لا يعني أن تكون متفرغا لساعات من الوقت فهذا الأمر صعب ، لكن تكفي الخمس الدقائق لإنهاء صفحتين إلى أربع صفحات حسب سرعتك في القراءة ، بالنسبة لي أعتبر دقيقة واحدة من الفراغ لقراءة فقرة واحدة نتيجة ممتازة ...

... من يقرأ فقط ما يعجبه لا يمكن أن يتعلم ...

في السابق كنت انتقائية جدا في اختيار الكتب وكانت تتركز قراءاتي في مواضيع محددة وهي التي أستمتع بها

ومنذ أن عرفت هذه المقولة اقتنعت أن قليلا من التنويع سيفيدني أكثر على الأقل في اتساع رؤيتي

وهذا ما حصل!

أهم ما أستحضرعند القراءة

أنه مهما كان أسلوب الكاتب جذابا ، منطقيا ، وعقلانيا ... إلا أنني يجب ألا أأخذ كلامه بالتسليم الكامل ، أي لا بد أن يكون لعقلي الواعي حضورا أثناء القراءة لأحكمه على كل سطر وهذا مما يزيد متعتي في القراءة ..

كثيرا ما تحدث تصادمات عند القراءة بين ما نقرأه وما نعرفه مسبقا .. لا أميل للتمسك "المتعصب" بأي منهما لا القديم الذي أعلمه ولا الجديد الذي أتعلمه ، لكن - بلا شك - يدفعني هذا للبحث أكثر حتى أصل لقناعتي الخاصة ..

العقل أشبه بوعاء أجوف ، إن لم تبذل جهدك لملئه بالعلم ، سيملئه غيرك لك بالتفاهات

كثيرا ما أسمع هذه الجملة "أنا ما أحب اقرا" من أناس لم أطلب منهم أن يقرأوا ،

لكن مجرد الحديث معهم عن كتاب قرأته يجعلهم ينطقون بهذا العذر ..

ربما هذه طريقتهم للتبرير لأنفسهم لاحساسهم بالذنب من التقصير في هذه الناحية ..

رغم أني أعلم أنهم يقرأون الكثير ولكن بعيدا عن الكتب !

سؤال "محير"

الانسان البالغ العاقل

هل يجب أن يحدد لنفسه خطوطا حمراء في القراءة فلا يتعداها - أي يفرض رقابة ذاتية - ؟

أم أن الأصح أن يقرأ في كل شيء ويطلق العنان لعقله أن يتعلم ويفكر ويحكم ؟